الله الرؤوف
جاء اسم الله الرؤوف في عشر آيات مقرونًا و مفرودًا, قال عز من قائل : ( إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [البقرة:20]
و قال ( الله رءوف رحيم) [النور:20]
و قال : (و الله رءوف بالعباد ) [البقرة:207]
و غالبًا ما يقترن اسم الله "الرؤوف" بالرحمة؛ ممايدل على أن كلًا منهما عند الأقتران محمول على معنى خاص.
قال أبو عبيدة : ( الرأفة أرق من الرحمة)
و قال كعب بن مالك رضي الله عنه :
نطيع نبينا و نطيع ربًّا هو الرحمن كان بنا رؤوفًا
و الرأفة أشد من الرحمة, فهي إشفاق من جميع الوجوه, و أما الرحمة فقد تكون بشدة و لكن عاقبتها خير, كما
قال تعالى: (وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ) [النور:2]
فلم يقل : ( لا تأخذكم بهما رحمة)؛ لأن العقاب هنا هو رحمة في مقصده و عاقبته, و كما قيل:
فقسا ليزدجروا ومن يكُ حازمًا فليقسُ أحيانًا على من يرحم
و كأن الرحمة تسبق الرأفة, فهذه منزلة و هذه منزلة بعدها.
و الرأفة خير ما يكون من الرحمة, و لذا وصف سبحانه نبيه صلى الله عليه و سلم بقوله:
( بالمؤمنين رءوف رحيم ) [التوبة:128]
و يقال لمن أصابه بلاء في الدنيا: ( هذا بلاء خير, لعل الله أراد بك رحمة بهذا البلاء).
و يقال لمن أنعم الله عليه بالعافية في الدنيا و الآخرة, و اتصلت به السلامة ظاهرًا و باطنًا:
( إن الله قد رأف به)
فيا رؤوف يا رحيم, ألطف بنا في قضائك و عافنا من بلائك و ألحقنا بالصالحين من أوليائك.